يدي الممتدّة


 يدي ممتدّة للفراغ تحاول التمسك بزخم الهواء بالرغم من عدمه

تحاول التمّسك بطيف من حولها من أشخاص بالرغم من ضبابتيهم

تحاول التمّسك بطيف من المشاعر يعتلي هواءها حتى كاد أن يخنقها..

 

يدي ممتدّة لذلك الظل البعيد جدا

بعيد لدرجة تكاد أن تراه نقطة عاتمة وقاتمة

نقطة لا يراها إلا إصبع يدي الممتدة..

 

يدي ممتدّة منذ وعيت ولم تيأس 

ممتدّة لذلك الأمل الذي سرابه بات يعانق سحب واقعه 

ممتدّة لذلك الحلم البعيد

حلم متمسك بهويته ليذكرني في كل عقبة أنه مازال مجرد حلم..

 

يدي ممتدّة للماضي باحثة عن إجابات لأسئلة لم يشبع فضولها أي أجوبة

 ممتدّة لدرجة تكاد أن تصل بها لخبايا المستقبل ناهية كل هذا الانتظار المميت.. 

 

يدي مازالت ممتدّة، نعم.. 

لكن أخشى أن ترخي يدي امتدادها ذاك

ولا يسعني رؤية المستقبل الذي جاهدت الدنيا من أجل الفوز بمعركته

وإني أخشى أن يبقى الانتظار انتظاراً 

حتى ترخي يداي عزمها حاملة معها حقائب رحيلها مبحرة لمحيط اليأس.. 

 

 

لذا يا يدي الممتدّة،

وحتى إن أبحرتِ في محيط اليأس، فسأكون لك بوصلة العودة

العودة حتى نعانق سحب هذا الحلم سوياً 

ستبقين ممتدّة للماضي والحاضر 

وستبقين جاهدة ممتدّة في غرف انتظار هذا المستقبل الكبير 

 

وكلما باغتتك رغبة الرخي، 

تذكري أن تلك اليدين ستجدف يوماً في محيط الشغف بين سُحب الحلم وعلى شاطئ الواقع...


 

كُتب في السابع عشر من أيلول ٢٠٢٣                                                                                                                                                           دانة

 

 

 

 

Comments

Popular Posts