نعمة الاختيار..
نعمة الاختيار؟
هي شيء بديهي في هذا الكون..طبيعي أن نختار
طبيعي أن نقرر من نحن..
من سنكون غداً..
وماهو مصيرنا بعد عشر سنوات من الآن..
لكن للأسف،
تلك ليست القضية في أغلب القصص التي عاصرتها
بما فيهم قصتي ومن الممكن قصتك أنت عزيزي القارئ..
أحياناً،
الاختيار يبات فرصة لكن فرصة فات أوانها..
ويصبح المرء مسيّر لا مخيّر..
تصبح الأمور زمامها بيد القدر وما أنت إلا مشاهد لقصتك
لا تملك الكلمة ولا السُلطة بأن تتحكم بمجريات هذه الحبكة..
أحياناً،
أشعر أن القدر يمسك بزمام أمورنا ليذكرنا بنعمة الاختيار
فحين نكون الظل في قصتنا بدلاً عن النور، نتساءل:
بأي نعيم كنّا؟ وأين بتنا؟ وأين سننتهي؟
وكأن القدر أب أراد تلقين ابنه المدلل درس عن أهم النعم..
رفاهية الاختيار نعمة لا يشعر بها إلا من حُرم منها..
حين تقسى عليك الحياة بدروسها، وتحرمك من خططك المقررة وأحلامك التي لطالما حلمت بها..
حين تقرر الحياة أن تملي بقوانينها على حياتك،حين تقرر أنك لست كُفؤ لتلك الرفاهية..
حينها فقط..ستدرك مدى أهمية تلك الحرية
ومجرد أن تعود لك حرية القرار والاختيار، حين تعيش بتلك الرفاهية مجدداً بعد حرمانك منها..
ستتمسك بقراراتك وكأنها طوق نجاتك من العودة لطغيان نهج القدر..
حينها فقط.. ستحمد الله يومياً، لا لأنك حققت حلمك
بل لأنك تملك حرية الاختيار بأن تكمل طريقك به حتى لو تغيرت الوجهة
حينها فقط.. ستقتنع أن الوجهة ليست أهم من حرية اختيار الطريق..
الاختيار نعمة، فاختاروا قصتكم بعناية
لا تتخلوا عن حرية اختيار الطريق ولا الوجهة في سبيل الإتيان
فالحرية لا تأتي بالوصول بل بالمناضلة للوصول..
كتب في الثامن عشر من أغسطس ٢٠٢٤
في طريق المناضلة للوصول
Comments
Post a Comment