معرفة الجهل..
حين تشعر أن كل ماحولك ثابت إلا أنت
وكأن هذا الثبات صافرة لبداية انهيارك المؤجل..
حين تشعر أنك وصلت للنقطة الأصعب
تشعر أنك أصغر بكثير من أحلامك وطموحاتك
تشعر أنك كومبارس في مسرحية ضخمة اسمها الحياة
حين تحتاج ملاذاً، فلا تجد إلا غربة في أحضان ماكان يوماً ملجأك
حينها قد تدرك مدى تفاهة وجودية الإنسان في هذا الكون
ستشعر أنك غريب عن حلمك، أقرب ناسك، وعن نفسك..
لكن يقول ابن خلدون أن "شعور الإنسان بجهله؛ معرفة"
حين تغدو في ظلال الجهل، تبدأ غيمة المعرفة تهطل بخيراتها،فتلتقي بحلمك وكأنه يزورك لأول مرة
تقرأ ذاتك من منظور جديد، منظور الجاهل الذي يريد أن يصبح عنك "عالِماً"
تشعر بالرهبة من حجم جهلك
فترفع رأسك لسماء الله الواسعة، مستشعراً ضعفك في كل خلية منك
تغمض عينيك هزيلاً، فتلوّح لك أحلامك في ظلام بدأت تألفه
تغمض عينيك خائفاً من هذه الألفة، فترى الظلام بات نوراً ساطعاً يوقظك على واقعك
واقعك الذي ينتظرك،
ينتظرك أن تعترف بجهلك لتحيا من جديد
أن تعترف بجهلك،
لتعيد قراءة ذاتك وترتيب أولوياتك
ومع ذلك
تغمض عينيك مرة أخرى هارباً من مواجهة وحدتك، بسبب أيادي لم تشعرك الا بالغربة
لتشعر بأيادٍ تمتد إليك، تجمع شتات ماتبقى منك..
تنفض عنك غبار غربتك، وتمنحك وطناً جديداً يحتضنك..
فالله أراك الظلام، لترى قوة النور الذي كان محيط بك
وأراك جهلك، لتنغمس في رحلتك مع المعرفة الجديدة
ذكرّك بحلمك حين أوشكت على الاستسلام، لأن قصتك لم تنتهِ بعد
وحين شعرت أن رحلتك فردية بين أوجه كانت مألوفة،
رزقك وطناً من الأيادي الداعمة..
تأمل سماء حلمك وأغمض عينيك وستجد ماتبحث عنه، هناك..
كتب في السابع عشر من تشرين الثاني ٢٠٢٤
في سماء حلمي مع وطن من الأيادي الداعمة
🤍
ReplyDelete